عمل معماري رائع

الجامع الكبير في جينيه

أوراز ألب باركان


يجتمع الأهالي لترميم جدران الجامع الكبير. يحمل الجميع الطين والماء من مواقع محددة بعناية، ثم يتوجهون بهم إلى باحة الجامع. بعد ساعاتٍ من العمل المتواصل، يجتمع الأهالي في الباحة ويحتفلون بفخر ورضا.

الجامع الكبير في جينيه بُني في القرن الثاني عشر، ويُعتبر معلمًا تاريخيًا بأسلوب معماري سوداني وتصميم من الطين. تم تجديد هذا الجامع العريق، الذي تعرض للتلف مرارًا وتكرارًا بسبب العوامل الطبيعية، في عام 1907 وظل قائمًا حتى اليوم. يُعد هذا الجامع أكبر بناية من الطين في العالم، ويمكن أن يستوعب خمسين ألف شخص داخل أروقته. تمتاز مناطق جينيه القديمة، بما في ذلك الجامع الكبير، بأنها مسجلة في قائمة التراث العالمي لليونسكو.

عيد الطين" هو يوم تقليدي يجمع الأهالي ويجمعهم في العمل المشترك لتجديد جدران الجامع. يتم نقل الطين للمحترفين على لوحات خشبية تُستخدم كأساس للجدران الخارجية للجامع، ويتم لصق الأقسام السفلية بواسطة الأطفال. تنتهي عملية التجديد دون توقف، التي يشارك فيها الجميع بتعاون مشترك، بعد ساعات من الجهد المبذول. ويعبِّر الجميع عن فخرهم وارتياحهم، ويتنقل الشباب والأطفال بفرح في الباحة دون ملل، بينما يستمتع الكبار بمشاهدة الاحتفالات ويعبرون عن سعادتهم بقدرتهم على إعادة إحياء بيت الله.

الجامع الكبير في جينيه، الذي تحدى مرور العصور وظل شاهدًا على تفاني وإصرار شعبه، يعبر عن رمزية خاصة في نفوس السكان. يسعدنا أن نكون جزءًا من هذه المناسبة، وأن نشعر بنفس المشاعر من الألم والفرح. يتحول الإيمان هنا إلى حلم وصمود وأمل، واحتفال في كل قطعة من الطين تُستخدم في بناء جدران الجامع الكبير في جينيه.