البحر والسفينة وهي

عندما كانت تهب علينا العاصفة، والمركب يرقص فوق اللجة، نحن، الآن، فوق اللجة، إنما لا رقص. السفينة لا تمخر، مخترقة بعنف، جدار الأمواج، بل تنسكب، كانما تنزلق على الماء، فاتحة فيه تلما كبيرا، على جانبيه رغاء الزيد، وأنا أتكي على الحاجز ، كأي سائح ابن أمه، يتعرف على البحر في سن الشيخوخة، ويختبئ في قمرته ما ان تهتز به السفينة! اهتزازا مريبا! لقد كنت بحارا لمدة قصيرة، وإنما لم أكن على الشاطئ، كنت في اللجة، وقد واجهت العواصف وأنا اشتغل بحارا، ورأيت الموت يحدق إلي من بين الأمواج حين كان المركب يصعد إلى جبل ويهبط إلى الهاوية، ونحن كل لحظة تنتظر الموت ونقرأ )آية الكرسي( للنجاة.