قلة من الناس من لم يسمع بشهرة المطبخ الحلبي وخصوصا في مجال الكبب و المحاشي

واليوم سنأخذكم معنا بجولة داخل هذا المطبخ العريق من خلال التعرف على أحد أشهر أصناف الكبة والتي تم توثيق 58 نوع منها موثق بالاسم والطريقة نقلاً عن موسوعة حلب المقارنة للعلامة خير الدين الأسدي   


الكبة مقلية (كبة دراويش)




أصل التسمية

 

أطلق أهالي حلب هذه التسمية على هذا النوع من الكبة لأنها تشبه في شكلها قبعة الدرويش والدراويش هم مجموعة من الناس تتصف بالزهد كانت منتشرة في حلب خصوصا وبلاد الشام عموما

ومن العادات القديمة والمستمرة حاليا الخاصة بهذا الطبق يتم إفراغ بعض الأقراص التي تعدها العائلة من حشوة اللحم، والزاهد التقي هو من كانت من نصيبه أو من سيأكل الدرويش الفارغ سوف يذهب إلى الحج أو يتزوج إن كان عازبا

ومن الأمور الطريفة ارتباط اسم إحدى عائلات حلب العريقة بالكبة من خلال حادثة يرويها أحد أعيان هذه العائلة المشهود لها بحسن الاخلاق وحسن التصرف يقول

أن أحد أجدادنا أعد وليمة على شرف أحد التجار الأتراك وكانت الأطعمة متنوعة وتحوي على الكبة وقد نالت اعجابه كثيرا فأصبح كل مرة يزور حلب يطلبها بقوله خذونا لعند بيت الكبه وار فدرجت التسمية علينا



المقادير;
5 كوب برغل ناعم خاص بالكبة ونصف كوب من لحمة الهبرة المدقوقة (ناعمة جدا وكأنها مرهم) والملح و ملعقة صغيرة من البهارات الحلبية أو السبع بهارات وملعقة كمون ناعم وبصلة متوسطة

 

الحشو

لحمة مفرومة مقلية بالسمن أو الزيت مع بصلة مفرومة وملح وبهارات وكمية من المكسرات المحمصة ويفضل الجوز ويمكن أن يضاف حب الرمان

الطريقة

يغسل البرغل ويصفى من الماء وتمزج كل المكونات ويتم وضعها بماكينة فرم اللحمة مرتين متتاليتين لتكوين عجينة لينة وطرية سهلة التحضير ويجب الدعك باليد حتى امتزاجها
 

بعد أن تجهز عجينة الكبة نأخذ منها قطعا نكورها ثم نفرغها بواسطة السبابة وكلما كانت طبقة الكبة رقيقة كلما حصلنا على قرمشة الذ

بعدها تملأ أقراص الكبة بالحشو وتغلق بعناية مع تبليل أطراف الأصابع بالقليل من الماء البارد

في النهاية لا يتبقى سوى قلي أقراص الكبة في الزيت الغزير حتى تحمر الأقراص

 

وبعد هذا العمل تكون يدي الطاهية قد غلفتا بطبقة من عجينة الكبة تدل على كونها صرفت وقتا طويلا في العمل فتطمئن نفسها عندما تتذكر المثل الحلبي القديم الموجه للزوج طبعا

 (إذا رأيت الكبة بين إياديها " ملتصق بيديها " قبلها بين عينيها وإذا رأيت العجين بين إياديها طلقها ولا تحزن عليها)