فلتعرق الجباه
محمد عاكف ارصوي

 

حينما كانت الدنيا تنقلب رأساً على عقب وقفت هكذا تنظر عبثاً

واليوم أنت في بلادك متشردا مبتئسا
 

هذه الحياة من حقك بالطبع، لكن عليك أن تصرخ وتأخذ حقك هذا

والقبب صماء، ولكنها تستمع لصوت الحق المرتفع
 

تئن الجبال والوديان من دعوى الملايين هذه؛

من يستمع إلى تائه مظلوم جالس ويبكي؟
 

بينما كنت تحبو على التربة كطفل لم يفطم بعد،

انتفض ابن أدم وغزى الفضاء!
 

فجر البراكين ونشرها في دماغ العالم؛

أغرق الجحيم وطوفه في قلب البحار
 

نبش الأعماق وكشف الآثار الأزلية؛

شق الأفق وشعر بشيء من أسرار ذي القدرة؛
 

خضعت لحكمه الأرض ويخضع الزمان له

إنه لأمر مؤسف بالنسبة لنا أنه يريد حتى السيطرة على مسافات العالم اللامتناهي.
 

وبينما تمتلك الطبيعة ألف عضد فولاذي، ذراع صغير الحجم

يسود السلطنات الساحقة، يا له من أمر عجاب!
 

كلا، ليست ذراع واحدة، إنها آلاف الملايين من الأسلحة.

تعمل معاً في وئام، لأنها يجب أن تعمل معاً؛
 

ما الذي أكسبه العمل الفردي اليوم؟ غير الضرر والخسران

والعرق المنساب عبثاً، يقطر من جبينٍ تلو الآخر!
 

لقد تغير العالم الآن، فهل هناك فرصة للتميز؟

حتى لو انتقلتَ من المدن إلى الأرياف والصحاري