خطاب نجم الدين أربكان إلى الشباب
لحياة عبارة عن صراع بين الصواب والخطأ والجميل والقبيح والمفيد والمضر والعدل والظلم . الإسلام لا يحمل قيم تحقق السلام والطمأنينة للمسلمين فقط ؛ بل للعالم کله . والشباب هم ضمان هذا السلام . إن السلام والأخوة والحب والعدل والطمأنينة مطالب مشتركة بين الإنسانية جمعاء ، وحمل الشباب المسلم لهذه القيم أمر ضروري.
وعلى النقيض من المسؤوليات التي تقع على عاتقنا فإن الإنسانية تعاني من أزمات كبيرة اليوم . قد تم تحويل العالم الإسلامي إلى بحيرة من الدم بيد الإمبرياليين العنصريين . بالإضافة إلى أن البطالة والمجاعة وإنتهاكات حقوق الإنسان تجر الشباب نحو الأزمات النفسية ، والحل الوحيد للخروج هذه الازمات هو الرؤية الوطنية . الرحمة هي أن ي أساس دعوتنا ، وغايتنا هي العمل بكل قوتنا من أجل سعادة الإنسانية جمعاء وهو مطلب ديننا . طوال التاريخ ، لقد كان الشباب قوة دافعة للحركات التي توجه العالم وتمجد التاريخ . حيث أن هذه الجغرافيا التي ربت شلبي محمد والفاتح قد أخرجت عددا لا يحصى من الأبطال ، فالشباب من على هم ال الأعلى ، م المحرك لحركتنا . فالشاب هو الإنسان الذي يسير طريق حسن الألوباطي الذي نصب راية دعوته في الشباب لحركة الرؤية الوطنية الذين نذروا شبابهم من أجل خلاص البشرية ، يمتلكون إمكانية كتب الملاحم بإهتياجهم الكبيرة في الفترة الجديدة أيضا كما حدث من قبل . وفي هذا السياق فإن شاب الرؤية الوطنية يجب صاحب إيمان وعقيدة راسخة وقوية ، ويجب أن الظاهرية والباطنية ألا يهمل عباداته ، عليه أيضا أن يعمل على إسعاد البشرية عن طريق تربية نفسه بنفسه باعتباره إنسان ذو أن يكون يهتم بنظافته أخلاق.
الله من ودعونا لا ننس أن السلاجقة والعثمانيين قد أسسوا نظام العدل والحقوق منذ ألف سنة على الأرض ، فقد منحهم تعالى هذه الخدمة الكبيرة في الأرض ليس لأنهم يمتلكون رجال الدولة العظماء أو العلماء فقط ؛ بل لأنهم أقوياء جميع النواحي . إذ ذاك كان العلماء يرشدون الناس ويكونون قدوة للشباب كل مكان في الأناضول . كان شبابنا الذين يرون هذه النمازج الجميلة ينشؤون بنفس العقيدة والإيمان ، و كان يتضح العريف سييد هكذا ؛ لأن كل الانتصارات في تاريخنا لم تكتسب بالسلاح أو التفوق المادي ؛ بل بالإيمان والمحبة والجهد . إن قوة أي دولة ليست الدبابات والمدافع والأموال ؛ بل أبناءها المؤمنون ، ومن الجدير بالذكر أن أساس هذا الأمر هو العائلات التي تربي أبناءها على القيم العقائدية والوطنية والمعنوية . الإيمان أساس كل شيء وينبغي على الشباب أن يكون إيمانهم راسخ . أيها الشباب الغالي ، اعملوا بكل قوتكم من أجل خير وسعادة البشرية ، إعملوا في سبيل الخير وأنتم مدركون أنكم ستحاسبون على كل نفس تأخذونه واستمروا بخدمة البشرية حتى نهاية حياتكم.
علاوة على ذلك ، إن المهارة الأصلية هي الثبات على القوة والصدق في حين البأس وأثناء تأدية الخدمة ؛ لأن بيع البطولة في المجالس الأدبية ومجالس احتساء الشاي أمر سهل ، لذا افتحوا آذانكم جيدا واستمعوا إلى ما سأقوله لكم فردا فردا ، نحن مجبرون على فهم تاريخنا بشكل جيد بهدف فهم الرؤية الوطنية وفهم الأحداث التي تحدث في أيامنا هذه ، ولهذا السبب وللمعنى العظيمة الذي تمثله الرؤية الوطنية انتبهوا جيدا إلى ما سأقول . أيها الشباب الغالي ، لا يمكن أي شخص فهم الرؤية الوطنية بوضوح دون أن يختبر صعود إيمانه في معركة ملاذكرد ، أو دون أن يصبح سيفا ويلمع في معركة نيقوبوليس أو قوصوه ، أو دون أن يصبح حسن الألوباطي ويفتح إسطنبول أو دون أن يصبح السلطان الفاتح وينزق حصانه على البحر ؛ لن يدرك ماهية الرؤية الوطنية حتى يصبح السلطان القانوني ويسير إلى داخل أوروبا بجيوشه المجيدة ، وحتى يصبح ، سيد العريف ويضع مئتين وخمسين كيولو من الرصاصة في الماسورة وهو يقول « يا الله » . لن يفهم الإنسان هذا الفكرة من غير الدخول إلى حصون سقاريا ومن دون المرور بين تحصينات العدو في قبرص.
أنتم الآن كشباب قد وصلتم إلى الوعي الذي أتحدث عنه وتعملون من أجل سعادة البشرية ، وتعلمون جيدا حاجة العالم ولعملكم وجهدكم ، أنتم وبعون الله ستنقذون هذا العالم ، كما نحن أخبرنا بتجاربنا منذ سنوات أن الحل الوحيد للأحداث التي نعيشها هو الرؤية الوطنية فقط . بكونكم المحرك الأساسي لهذه الدعوة ستنقذ جهودكم العالم بعون الله أجمع جميعا نتحمل مسؤولية كبيرة تكون مكافآتها وآثامها . لدينا إيمان كامل بأن شبابنا الذين سيحملون الحقائق العالمية التي نحاول إعلانها لجميع الناس طوال السنوات من القلب إلى القلب وعبر الأجيال ، سيحققون في أقرب وقت الحملة الكبيرة التي كانت الإنسانية تنتظرها . وبهذه المناسبة فإني أقبل جباه جميع الشباب الذين يعملون بكل قوتهم في كل زاوية بلادنا ، وأدع الله تعالى أن يكتب لهم التوفيق وأن يجمعنا جميعا في جنته.